تدري وش اللي يحــــــرق قلـــــــــــوب الاحباب
........... حكم القدر لا قال فراقكم خير
........... حكم القدر لا قال فراقكم خير
وقفــــة
لا تحزنْ : لأنك جرّبتَ الحزن بالأمسِ فما نَفَعَكَ شيئاً ،
رَسَبَ ابنُك فحزنتَ ، فهل نَجَحَ؟!
مات والدُك فحزنت فهل عادَ حيّاَ ؟!
خسِرت تجارتُك فحزنت، فهل عادتْ الخسائرُ أرباحاً؟!
لا تحزنْ : لأنك حزنت من المصيبةِ فصارتْ مصائبَ ،
وحزنتَ من الفقرِ فازْددْتَ نَكَداً ،
وحزنتَ من كلام أعدائك فأعنتهمْ عليك ،
وحزنْت من توقُّع مكروهٍ فما وقع .
لا تحزنْ : فإنهُ لنْ ينفعك مع الحُزْن دارٌ واسعةٌ ،
ولا زوجةٌ حسناءُ ، ولا مالٌ وفيرٌ ، ولا منصبٌ سامٍ ، ولا أولادٌ نُجباءُ .
لا تحزنْ : لأنَّ الحُزْنَ يُريك الماءَ الزلالَ علْقماً ،
والوردةَ حَنْظَلَةً ، والحديقةَ صحراءَ قاحلةً ، والحياة سجناً لا يُطاقُ .
لا تحزنْ : وأنت عندك عينانِ وأذنانِ وشفتانِ ويدانِ ورجلانِ ولسانٌ ،
وجَنَانٌ وأمنٌ وأمانٌ وعافيةٌ في الأبدانِ : ﴿ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ .
لا تحزنْ : ولك دينٌ تَعْتَقِدُهُ ، وبيتٌ تسكُنُهُ ، وخبزٌ تأكلُه ،
وماءٌ تشربُهُ ، وثوبٌ تَلْبَسُهُ ، وزوجةٌ تأوي إليها ، فلماذا تحزنْ ؟!
الداعيه الدكتوره / عائض القرني
عندك نعم كثيرة
فكِّرْ في نِعَمِ اللهِ الجليلةِ وفي أعطياتِهِ الجزيلةِ ، واشكُرْهُ على هذهِ النعمِ ، واعلمْ أنكَ مغمورٌ بأعطياتِهِ .
قال سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ .
وقال : ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ .
وقال سبحانه : ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ﴾ .
وقال سبحانه وهو يقررُ العبدُ بنعمِهِ عليهِ :
﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ{8} وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ{9} وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ .
نِعَمٌ تَتْرَى : نعمةُ الحياةِ ، ونعمةُ العافيةِ ، ونعمةُ السمعِ ، ونعمةُ البصرِ ، واليدينِ والرجليْن ، والماءِ والهواءِ ، والغذاءِ ، ومن أجلِّها نعمةُ الهدايةِ الربانية: ( الإسلاَمُ ) . يقولُ أحدُ الناسِ : أتريدُ بليون دولار في عينيك ؟ أتريُد بليون دولارٍ في أذنيك ؟ أتريدُ بليون دولار في رجليك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في يديك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في قلبك ؟ كمْ من الأموالِ الطائلةِ عندك وما أديتَ شُكْرَها !! .
*
الدنيا لا تستحق الحزن عليها
إنَّ مما يثبتُ السعادة وينمِّيها ويعمقُها : أنْ لا تهتمَّ بتوافهِ الأمورِ ،
فصاحبُ الهمةِ العاليةِ همُّه الآخرةُ .
قال أحدُ السلفِ وهو يُوصِي أحد إخوانِه : اجعلْ الهمَّ همّاً واحداً ،
همَّ لقاءِ اللهِ عز وجل ، همَّ الآخرة ، همَّ الوقوفِ بين يديْهِ ،
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ .
فليس هناك همومٌ إلا وهي أقلُّ من هذا الهمِّ ، أيّ همٍّ هذه الحياةُ ؟ مناصبِها ووظائِفها
وذهبِها وفضتِها وأولادِها ، وأموالِها وجاهِها وشهرتِها وقصورِها ودورِها ، لا شيء !!
واللهُ جلّ وعلا قد وصف أعداءَهُ المنافقين فقال : ﴿ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ ، فهمُّهم : أنفسُهْم وبطونُهم وشهواتُهم ، وليست لهمْ هِمَمٌ عاليةٌ أبداً !
ولمَّا بايع الناس نَحتَ الشجرةِ انفلت أحدُ المنافقين يبحثُ عن جَمَلٍ لهُ أحمر ،
وقالَ : لحُصولي على جملي هذا أحبُّ إليَّ من بيْعتِكُمْ . فورَدَ :
« كلُّكمْ مغفورٌ له إلاَّ صاحبَ الجملِ الأحمرِ » .
إنَّ أحد المنافقين أهمتْهُ نفسهُ ، وقال لأصحابهِ :
لا تنفروا في الحرِّ . فقال سبحانه : ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ﴾ .
وقال آخرُ : ﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ . وهمُّه نفسُه ، فقال سبحانه : ﴿ أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ﴾ .
وآخرون أهمتْهُمْ أموالُهُمْ وأهلوهْم : ﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴾ .
إنهِا الهمومُ التافهةُ الرخيصةُ ، التي يحملُها التافهون الرخيصون ،
أما الصحابة الأجلاَّءُ فإنهمْ يبتغون فضلاً من اللهِ ورضواناً .
*
لا تحزنْ واطردِ الهمَّ
راحةُ المؤمن غَفْلَةٌ ، والفراغُ قاتلٌ ، والعطالَةُ بطالَةٌ ، وأكثرُ الناسِ هموماً وغموماً وكدراً العاطلونَ الفارغونَ . والأراجيفُ والهواجسُ رأسُ مالِ المفاليسِ من العملِ الجادِّ المثمرِ .
فتحرَّك واعملْ ، وزاولْ وطالعْ ، واتْلُ وسبِّحْ ، واكتبْ وزُرْ ، واستفدْ منْ وقتِك ، ولا تجعلْ دقيقةً للفراغِ ،
نك يوم تفرغُ يدخلُ عليك الهمُّ والغمُّ ، والهاجسُ والوساوسُ ،
وتصبحُ ميداناً لألاعيبِ الشيطانِ .
*
اطلب ثوابك من ربك
اجعلْ عملك خالصاً لوجهِ اللهِ ، ولا تنتظرْ شكراً من أحدٍ ،
ولا تهتمَّ ولا تغتمَّ إذا أحسنت لأحدٍ من الناسِ ، ووجدته لئيماً ،
لا يقدِّرْ هذهِ اليد البيضاء ، ولا الحسنة التي أسديتها إليه ، فاطلبْ أجرك من اللهِ .
يقول سبحانه عن أوليائِه : ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ﴾ .
وقال سبحانه عن أنبيائِه : ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ .
﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ﴾ .﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى﴾ .
﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ .
قال الشاعرُ :
مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازِيَهُ
لا يذهبُ العُرفُ بين اللهِ والناسِ
فعاملِ الواحدَ الأحد وحدهُ فهو الذي يُثيبُ ويعطي ويمنحُ ،
ويعاقبُ ويحاسبُ ، ويرضى ويغضبُ ، سبحانهُ وتعالى .
قُتلَ شهداءُ بقندهار ، فقال عمرُ للصحابةِ :
من القتلى ؟ فذكروا لهُ الأسماء ، فقالوا :
وأناسٌ لا تعرفُهم . فدمعتْ عينا عمرَ ، وقال :
ولكنَّ الله يعلَمُهم .
وأطعمَ أحدُ الصالحين رجلاً أعمى فالوْذَجاً ( من أفخرِ الأكلاتِ ) ،
فقال أهلُه : هذا الأعمى لا يدري ماذا يأكلُ ! فقالَ : لكنَّ الله يدري !
ما دام أنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عليك ويعلمُ ما قدَّمته من خيرٍ ،
وما عملته من بِرٍّ وما أسديتهُ منْ فضلٍ ، فما عليك من الناسِ .
الداعيه الدكتور / عائض القرني
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جــاء رجــل إلى الحسن البصري فـقــال لــه ـ:
ـ إن السماء لم تمطر ….
فقال له الحسن:
استغفــر الله
ثم جاءه آخر فقال … اشكوا الفقر ..
فقال له الحسن :
استغفــر الله
ثم جاءه ثالث فقال له : ان إمرأتي عاقر لا تلد فقال له :
استغفــر الله
ثم جاءه بعد ذلك من قال له … أجدبت الأرض فلم تنبت …. فقال له :
استغفـــر الله
فقال الحاضرون للحسن البصري :
عجبنا لك أو كلما جاءك شاك قلت له استغفر الله ؟
فقال لهم:
أو ما قرأتم قوله تعالى ـ:ـ
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)